يفيد العلم بأن تجريف الثلج يمكن أن يكون خطيراً، إذ أظهرت الأبحاث أن ذلك قد يضغط على القلب ويرتبط بزيادة إصابات الأوعية الدموية، خاصة بعد تساقط الثلوج بكثافة. وأظهرت إحدى الدراسات أنه في الفترة من 1990 إلى 2006 تم علاج حوالي 195.000 شخص في الولايات المتحدة في غرف الطوارئ من الإصابات وحالات الطوارئ الطبية الناجمة عن تجريف الثلوج. ومن بين هؤلاء، كان 6.7% مرتبطين بالقلب، بما في ذلك جميع الوفيات البالغ عددها 1647.
وقال «باري فرانكلين»، المتحدث باسم جمعية القلب الأميركية: «تجريف الثلج يسبب ضغطاً مفرطاً على القلب، بينما يؤثر في نفس الوقت على تدفق الدم مع البرد، مما يؤدي إلى نوبات قلبية وموت مفاجئ كل عام». وأضاف: «في رأيي، هذا هو النشاط الأكثر خطورة الذي يمكن أن يفعله الناس». وأوضح فرانكلين، وهو أيضاً أستاذ ومدير قسم أمراض القلب الوقائية وإعادة تأهيل القلب في مركز كورويل هيلث بمستشفى ويليام بومونت الجامعي في ميشيجان، إن تجريف الثلج هو تمرين قوي في المقام الأول لذراعيك، كما أن تمرين الأطراف العلوية أكثر مشقة ويضع ضغطاً أكبر على قلبك مقارنة بتمرين الأطراف السفلية. وشرح فرانكلين قائلاً إنك تقف ساكناً إلى حد كبير، مما قد يتسبب في تجمع الدم في أطرافك السفلية، ويحرم قلبك من الدم المؤكسج، ويكون لديك ميل إلى حبس أنفاسك عند الإجهاد، مما يؤدي إلى ارتفاع غير متناسب في معدل ضربات القلب وضغط الدم. وقال إن برودة الهواء يمكن أن تسبب انقباض الأوعية الدموية، مما يحد من تدفق الدم إلى القلب ويرفع ضغط الدم.
وقال «ستيفن بروكس»، رئيس قسم طب الطوارئ في كليفلاند كلينيك بمستشفى أكرون جنرال، إنه لا يرى عادةً نوباتٍ قلبيةً مرتبطة بتجريف الثلوج، لكن في كل شتاء، يأتي الأشخاص - ومعظمهم من الرجال - إلى غرفة الطوارئ وهم يعانون من آلام في الصدر. وأضاف: «يعتقد الناس في كثير من الأحيان أن الثلج خفيف ورقيق للغاية حتى يخرجوا ويبدأوا في تجريفه».
ويقول الخبراء إن أولئك الذين يبلغون من العمر 40 عاماً فأكثر، أو لديهم عوامل خطر مثل مرض السكري والسمنة وارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم، أو الذين يدخنون أو يعيشون نمط حياة خامل، عليهم التفكير مرتين قبل جرف الثلج. ويحذر الخبراء من أن أولئك الذين لديهم تاريخ من مشاكل القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك آلام الصدر أو أمراض القلب أو النوبات القلبية السابقة، أو أولئك الذين خضعوا لإجراءات مثل رأب الأوعية الدموية أو جراحة المجازة، لا ينبغي لهم القيام بذلك.
ما يتعين معرفته أن إزالة الثلوج عمل شاق. وفي دراسة أجريت عام 1995، قام 10 رجال أصحاء، بمتوسط عمر 32.4 عام، بجرف الثلج لمدة 10 دقائق، بمتوسط 12 رفعة في الدقيقة وبمعدل 16 رطلاً لكل حمولة من الثلج. وقال فرانكلين، المؤلف الرئيسي لتلك الدراسة: «وفقاً للحسابات، فإن الأشخاص في منتصف العمر وكبار السن الذين يجرفون الثلج الرطب الثقيل قد يحركون حوالي 2000 رطل في 10 دقائق. هذا وزن سيارة متوسطة الحجم».
لذا، إذا كنت تجرف الثلج، يقترح الخبراء الاحتياطات التالية:
- قم بالإحماء، وضبط وتيرة نَفَسك من خلال جرف أجزاء صغيرة في كل مرة، وأخذ فترات راحة متكررة. اشرب الكثير من الماء.
- ارتدِ ملابس دافئة وقبعة وقفازات وغطِ أنفك وفمك لتجنب استنشاق الهواء البارد.
- قم بتحريك ساقيك أيضاً لمنع الدم من التجمع في أطرافك السفلية.
- ادفع الثلج بدلاً من رفعه ورميه. تم تصميم بعض المجارف لدفع الثلج. حتى أن البعض لديه عجلات لتسهيل الأمر.
ويقول بروكس: إذا بدأت تشعر بالدوخة أو الدوار أو بألم في الصدر أو ضيق في التنفس، توقف فوراً واذهب إلى الداخل. إذا شعرتَ بألم في الصدر ولم يختف سريعاً عند التوقف عن التجريف، فاتصل برقم الطوارئ أو اطلب من شخص ما أن يوصلك إلى غرفة الطوارئ ليتم تقييمك.
خلاصة القول: يمكن أن يكون تجريف الثلج عملاً روتينياً خطيراً، لاسيما بالنسبة لأولئك المعرّضين لخطر أكبر. فإذا كنتَ أنت أو طبيبك قلقين بشأن قدرة قلبك على التعامل مع هذه المهمة، فاطلب من شخص آخر القيام بذلك.
ليندسي بيفر
مراسلة صحيفة «واشنطن بوست» للشؤون الصحية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسينج آند سيندكيشن»